Forum - []التربية الإسلامية بين الاهداف المعرفية والسلوكية[] بقلمي

[]التربية الإسلامية بين الاهداف المعرفية والسلوكية[] بقلمي

 

 

 

[]التربية الإسلامية بين الاهداف المعرفية والسلوكية[]

حصري لمنتدى شؤون تعليمية

من ارشيفي

تنقسم الاهداف التربوية التعليمية الى عدة مجالات تحددها طبيعة المادة الدراسية وغاياتها الكبرى التي لا تخرج عن الواقع العام للمادة او المقرر والمنهج المحدد من طرف السياسة التعليمية. هكذا نجد مواد يغلب  عليها الطابع التربوي الذي يستهدف اصلاح سلوك الفرد ,وصيانة قيمه المكتسبة من مصادر اخرى كالاسرة والاخلاق العامة ومن هذه المواد نجد التربية الاسلامية.كما مواد دراسية تستهدف المعرفة وتطوير المهارات عقلية كانت او حسية حركية كالتاريخ والجغرافيا والمواد العلمية وكذا التربية البدنية.

وتعتبر مادة التربية الاسمية من اهم المواد التي تستهدف اهدافا سلوكية بالاساس دون اغفال الاهداف المعرفية التي ترتبط بجميع المواد.فتحقق اهداف هذه المادة يتم بما يبديه سلوك الفرد من تجاوب مع ما يتم تدريسه والتاثر به.هذا التماهي مع مواعظ وتعليميات المقرر يجب ان يظهر جليا على سلوك الفرد والا فستكون المادة مجرد حشو للذاكرة في انتظار يوم الامتحان من اجل التخلص من هذه المعرفة غير المفيدة.  بذلك ستفرغ المادة من مضمونها التربوي الصرف,وسنجد الكثير من التناقض بين سلوك التلميذ وبين ما يتلقاه من دروس خلال حصص التربية الاسلامية. صحيح ان المعرفة هامة جدا كزاد تثقيفي,لكن الجانب المعرفي لا قيمة له اذا لم ينعكس على سلوك الفرد.لهذا سبقت التربية التعليم واسست له .التربية تستهدف السلوك والتعليم يستهدف المعرفة والعلاقية التكاملية بينهما لا محيد عنها .

لكي تكتسب التربية اساسا واقعيا يجب ان تنطلق من حياة الفرد وتعالج سلوكه دون مغالات في الطابع التصوري الخيالي الذي يكون فيه الدرس خارج اطار اهتمام الفرد.يجب ان يكون لوسائل الاقناع طابع واقعي وتاثير مباشر على الفرد بمخاطبة وجدانه والانطلاق مما يمتلكه المتعلم من معلومات وتصورات قبلية. فاذا صحت هذه التصوات تم تثبيتها ودعمها واذا كانت خاطئة تم تصويبها.كما ان لماذة التربية الاسلامية  خصوصية تميزها عن باقي المواد الدراسية ,وهي خصوصية تتعلق بطابعها العقائدي المرتبط مباشرة بسلوك الفرد وعلاقته مع الله عز وجل.هذه الخصوصية تجعل من اساتذة التربية الاسلامية مطالبين اكثر من غيرهم بالالتزام بسلوك يضهر التزامهم بما يدعون اليه من خلال الدروس.اذ لا يمكن الدعوة لشيء والاتيان بنقيضه.وللاسف نجد الكثير من التناقضات في هذا المجال.

لا احد منا يمكن ان ينكر ان تلاميذنا صاروا اكثر حاجة الى تربية اسلامية توفر لهم الحصانة الاخلاقية وتجعلهم في منأى عن ما نشاهده اليوم من ثورة على الاخلاق والقيم الاسلامية.يجب ان نكف عن اعتبار التربية الاسلامية مادة ثانوية لانها تؤسس لعلاقة تؤثر على المسار العام للفرد.فاذا سار الفرد على طريق الانحراف افتقد القدرة والرغبة في التعلم كقيمة اجتماعية وكزاد اقتصادي وكسلوك مرغوب فيه عقائديا.